نخاف و نخاف و نخاف!
الكثير منا ينتقل في رحلة الحياة محملاً بإثقال عدة ، أكبرها وزناً هُو الخَوفْ ..
الخَوف يمتلك القدرة على إعاقة نمو النفس ،ويتسرب إلى النفس فيسمم الروح
شيئاً فشيئاً حتى لا يبقى من الشخص غير الهيكل المجوف بذاته البشرية .
في عالمنا المعاصر ، وبالذات في حضارتنا الشرقية نغرس في أبنائنا وبناتنا بذور
الخوف منذ نعومة أظفارهم ،
ومن ثم نؤنبهم لعدم شجاعتهم عند الكِبر ، وعدم قدرتهم على اتخاذ القرارات
نسيطر عليهم عند الصغر بأسباب الخوف ، كالخوف من التوبيخ والخوف من الأب أو
الخوف من الحرمان .
نسيطر عليهم عند الصغر بأسباب الخوف من الفشل ، كأن الفشل يعني نهايتهم
كأفراد فاعلين في المجتمع ،
حتى أصبح الإحباط التام يصيب عدداً كبيراً من اليافعين عند فشلهم في أو معاركهم الحياتية ،
بل إنني صادفت سيدات ورجالاً يشلهم داء الخوف بسبب الفشل ، فتضيع سنوات
عمرهم في قوقعة الخوف والحرمات عوضاً عن حلاوة خوض المعركة والانتصار .
في بيئتنا نخاف من المجتمع وحكمه علينا ، كما نخاف من التغيير وأن نكون منبوذين .
نخاف من الاستكشاف كي لا نضيع ، ونخاف من الخيانة لأننا نبني حياتنا على غيرنا .
نخاف الكلام الصريح ، ونخاف من الصمت لأنه يؤدي إلى الإختلاء بالنفس .
لكل منا معاركه في الحياة ، القليل منها ينتهي بالإنتصار .
وأغلبها ينتهي بما يسمى بالفشل أو الهزيمة .
يجب علينا تربية الاجيال القادمة على إحترام الهزيمة وصقلهم على الإستفادة من كل تجارب الحياة ،
لأن جميعها إيجابية . لنربي قادة يبحثون عن تحديات الحياة للتغلب عليها .
خلال سنوات دراستي وغربتي كنت أردد مقولة لا أعلم من قالها ، ولكنها ترسخت ونقشتها على روحي :
" لاتُنال السعادة إلا مع الحرية التامة ، ولاتُنال الحرية التامة إلا مع إنعدام الخوف ،
ولاينعدم الخوف إلا مع الإيمان التام بأن مايصيبك ماكان ليخطئك وما أخطاك ماكان ليصيبك "