الثورة المصرية فى عيون البسطاء
تمضى الأيام والشهور وبين الحين والآخر يقوم الناس البسطاء بتقييم الأوضاع من وجهة نظرهم وهم ناس أعرفهم وأحيانا لا أعرفهم ناس ليس لهم أى شأن بأمور السياسة من قريب أو بعيد كل ما يهم هو لقمة العيش وقوت أولادهم اليومى ليس لهم شأن بالرئيس أو الحاكم هل كان فاسدا أم صالحا فقط يقيمون الحال والأوضاع حسب ظروف المعيشة أؤكد لكم أن هؤلاء الناس يقيمون الوضع قبل الثورة وبعد الثورة وسأنقل لكم جانب كبير من آرائهم ووجهة نظرهم بحياد شديد وربما بل والمؤكد أن ما يقولونه يخالف وجهة نظرى الشخصية فى البداية معظم هؤلاء الناس البسطاء وذوى التعليم المحدود ومنهم الحرفيين والفلاحين عندما يعقدوا مقارنة بين الوضع القديم والوضع الجديد بعد الثورة أجدهم ينحازون للوضع القديم والعهد السابق وعندما أناقشهم عن مدى الظلم والفساد وقتها يردون وماذا استفدنا من الوضع الجديد لقد نعانى حاليا من البطالة الشديدة وأغلقت موارد رزق كثيرة بسبب ضعف الأمن وأسباب أخرى يقولون نعم كان هناك فساد وظلم ولكن كانت الحياة ماشية وربنا مسهلها رغم صعوبة الحياة لكن الحاجة موجودة وأهم حاجة الأمن والبلطجية والحرامية كانوا لابدين ومكنونين أما الآن فالبلطجية هم أصحاب الصوت الأعلى ويكفى الذعر على بناتنا والهلع من اختطافهم حاولت اقناع هؤلاء البسطاء بأن الثورةالمصرية هى أعظم عمل فى تاريخ مصر الحديث بعد حرب أكتوبر وهى كذلك بالفعل وقلت لهم يكفى أنها قضت على رموز الفساد والقهر فى مصر صحيح أن ذيول الفساد منتشرة فى كل مكان والقضاء على الفساد بشكل كامل بين يوم وليلة أمر من رابع المستحيلات بسبب الضمائر الخربة والعقول المتحجرة والنفوس المريضة الا أننى أكدت لهم أن الثورة عظيمة وليس ما يحدث الآن هو نتاج الثورة فنحن ينبغى أن نغير من أنفسنا الى الأفضل ينبغى أن نقف فى وجه الفساد والمحسوبية والرشوة فى كل وقت وكل مكان ينبغى أن نرفع جميعا شعار العمل ثم العمل لبنماء مصر بأيدينا وعلى الرغم من اختلافى مع وجهة نظر كثير من البسطاء الا أننى من منطلق الحوار واحترام رأى الآخر أحترم وجهة نظرهم وألتمس لهم العذر فهم ناس لا يعنيهم اذا كان الحاكم فاسد أو ظالم أو عادل ولكن كل مايهمهم هو لقمة العيش وقوت أولادهم اليومى وبصراحة كثير منهم أغلقت بيوتهم أدعو الله أن يرزقهم جميعا ويحفظ مصر ويزيل الله الغمة
